فصل: الفصل الثالث والثمانون (تابع المواعظ)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المدهش في المحاضرات ***


الفصل التاسع والسبعون ‏[‏تابع المواعظ‏]‏

يا هذا‏:‏ قد سمعت أخبار المتقين فسر في سربهم، وقد عرفت جدهم فتناول من شربهم، ثم سل من أعانهم يعنك، فما كان بهم‏.‏

لابن هندو‏:‏

لا يؤيسنك من مجد تباعـدهُ *** فإن للمجد تدريجاً وترتيبـا

إن القناة التي شاهدت رفعتها *** تنمي وتنبت أنبوباً فأنبـوبـا

استغنى القوم بطبيبهم عن مدح خطيبهم فاسلك طريقهم تكن رفيقهم‏.‏

لابن الرومي‏:‏

وسائل عنهـم مـاذا يقـدمـهـم *** فقلت فضل به عن غيرهم بانـوا

صانوا النفوس عن الفحشاء وابتذلوا *** منهن في سبل العلياء ما صانـوا

المنعمون وما منوا عـلـى أحـد *** يوماً بنعمي ولو منوا لما مـانـوا

قوم يعزون إن كانت مـغـالـبة *** حتى إذا قدرت أيديهـم هـانـوا

أطار خوف النار نومهم وأطال ذكر العطش الأكبر صومهم يحسبهم الناظر مرضى الأبدان وإنما بهم سقام الأحزان‏.‏

مكتئب ذو كـبـد حـرى *** تبكي عليه مقلة عبـرى

يرفع يمنـاه إلـى ربـه *** يشكو وفوق الكبد اليسرى

يبقى إذا حدثته بـاهـتـاً *** ونفسه مما به سـكـرى

تحسبه مستمعاً نـاصـتـاً *** وقلبه فـي أمة أخـرى

إذا ذكروا العفو طاب العيش، وإذا تصوروا العذاب جاء الطيش‏.‏

أمد بإحدى مقلـتـي إذا بـدت *** إليها وبالأخرى أراعي رقيبها

وقد غفل الواشي ولم يدر أنني *** أخذت لعيني من حبيبي نصيبها

قال صالح المري‏:‏ كان عطاء السلمي قد اجتهد حتى انقطع، فصنعت له شربة سويق فلم يشرب‏.‏ فقال‏:‏ إني والله كلما هممت بشربها ذكرت قوله تعالى ‏"‏وطعاماً ذا غُصَّة‏"‏ فلم أقدر، فقلت‏:‏ أنا في واد وأنت في واد‏.‏

أطلت وعذبـتـنـي يا عـذول *** بليت فدعني حـديثـي يطـول

أبيت أراقب نـجـم الـدجـى *** إلى الصبح وجدي ودمعي يسيل

انبعثت غيوم الغموم من أودية القلوب، فاستتمت قبيل الصبح فهطلت، فلها مع الشئون شئون فجرت الأرواح في موتى العيدان، فقدحت فحرقت، فارتقت ورق الشوق منابر الشدو، فأطربت فصدحت بلابل المحبة بين منثور منثورها فبلبلت‏.‏

يا نفحات الريح مري سحراً *** فبلبلي طرة أرض بابـل

صفي لأهل بابل بلا بلـى *** وبلغيهم في الهوى رسائلي

كم من دم طاح بغير ثـائر *** وكم قتيل كلف بالقـاتـل

قلب المحب تحت فحمة الليل جمرة كلما هب النسيم التهبت‏.‏

يمر الصبا صفحاً بساكن ذي الغصنا *** ويصدع قلبي أن يهب هبـوبـهـا

قريبة عهد بالـحـبـيب وإنـمـا *** هوى كل نفس حيث حل حبيبهـا

سهر القوم يقع ضرورة، لأن القلق مانع من النوم وليس لهم في تلك الشدائد راحة سوى جريان الدموع‏.‏

للسري‏:‏

بلاني الحب فيك بما بـلانـي *** فشأني أن تفيض غروب شاني

أبيت الليل مرتفقـاً أنـاجـي *** بصدق الوجد كاذبة الأمانـي

فتشهد لي على الأرق الثـريا *** ويعلم ما أجـن الـفـرقـدان

فيا ولع العواذل خـل عـنـي *** ويا كف الغرام خذي عنانـي

من صلى بالليل حسن وجهه بالنهار، شيمة المحبة لا تخفى وصحائف الوجوه يقرؤها من لم يكتب، خذي حديثك في نفسي من النفس، قطعت نياق جدهم بادية الليل ولم تجد مس تعب، الطريق إلى المحبوب لا تطول‏.‏

بدا لها من بعد مـا بـدا لـهـا *** روض الحمى أن تشتكي كلالها

فخلها تمرح فـي زمـامـهـا *** فإنها قد سمّـت عـقـالـهـا

اذكرها مر النـسـيم سـحـراً *** مراتعاً تـفـيات ظـلالـهـا

رنحها الشوق الممض والسرى *** فسحبت من وجدها جلالـهـا

تحسبها سكرى وما ذاك بـهـا *** وإنما شوق الحمى أمـالـهـا

يا رب، قرب أرض كنعان من مصر فقد نفذ صبر يعقوب، كان أبو زيد يقول‏:‏ إلهي إلى متى تحبس أعضاء محبيك تحت التراب‏؟‏ أحشرهم واجعلني جسراً ليعبروا إليك واويلاه أنا أشرب وأنا أطرب، يتركوني أسير وجدي أسير وحدي هلا سعت معي رجل رجل، أو أعانني ساعد مساعد، أين شرطة الرفقة‏؟‏ أو ما العزاء للكل‏.‏

لو عدلتن تساهمنا جـوى *** مثل ما كنا اشتركنا نظرا

يا حاضرين عندنا بنية التنزه لستم معنا، عودوا إلى أوكار الكسل فالحرب طعن وضرب، يا مودعين ارجعوا فقد عبرنا العذيب دعونا نخل بالوجد في صحراء نجد، ستأتيكم أخبارنا عن قريب بعد فيد، وأنت أيها الحادي عرض المازمين والخيف تعلمك الدموع كيف ترمي حصن الخذف‏.‏

الأغنياني بالـديار فـإنـنـي *** أحب زروداً ما أقام ثـراهـا

وبين النقي والأنعمين مـحـلة *** حبيب لقلبي قاعها وربـاهـا

ونعمان يا سقياً لنعمان ما جرت *** عليه النعامى بعدنا وصباهـا

وللقلب عند المازمين وجمعهـا *** ديون ومقضى خيفها ومناهـا

الفصل الثمانون ‏[‏تابع المواعظ‏]‏

 يا مقيماً في دائرة دار الغير كم حضرت فيها محتضر، كم عاينت عينك قبراً يحتفر‏.‏ لقد ألانت مواعظها كل صلد حجر، عجباً لفرخها ما عيد حتى نحر‏.‏

إن في نأي زمانـي عـظة *** تشغل العاقل عن نأي زنـام

ومدام الفكر فيمن قد مضـى *** مسكر يغنيك عن شرب مدام

عرس القوم وغربان الدجـى *** إنما صاحت بتقويض الخيام

وحمامات الضحى صـادحة *** نوحها ينذرها صرف الحمام

ومطايا الخيف قد زمت لكـم *** ودعوا يا قوم وامضوا بسلام

ودعوا عنكم أباطيل المـنـى *** ليست الدنيا لنا دار مـقـام

أقسم الساقي بكاسات الـردى *** ليدورن علـى كـل الأنـام

يا من إذا عامل خان وظلم، يا من أمر بما ينفعه فلم، هذا القتير في الرأس كالعلم، أبقي بعد نوره يا ظالم ظلم، ألم يقل لك ألم الضعف انتبه، ألم، أين رفيقك‏؟‏ ادلج وقد عرفت المنهج والرحيل قد أزعج وهذا فرس مسرج والبضاعة كلها بهرج‏.‏

ويحك تعاهد قلبك فإذا رأيته قد مال إلى الهوى، فاجعل في الجانب الآخر ذكر العقاب ليستقيم، فإن غلبك الهوى فاستغث بصاحب القلب، وإن تأخرت الإجابة فابعث رائد الانكسار خلفها ‏"‏تجدني عند المنكسرة قلوبهم‏"‏‏.‏

يا هذا، أما علمت أن اللطف مع الضعيف أكثر‏.‏ لما كانت الدجاجة لا تحنو على الولد أخرج كاسياً، ولما كانت النملة ضعيفة البصر أعينت بقوة الشم فبها تجد ريح المطعوم من بعيد فتطلب، لما كان التمساح مختلف الأسنان صار كلما أكل حصل بين أسنانه ما يؤذيه فيخرج إلى شاطئ البحر فاتحاً فاه، طالباً للراحة فيأتي طائر فينقر ما بين أسنانه فيكون ذلك رزقاً للطائر وترويحاً عن التمساح، هذه الخلد دويبة عمياء قد ألهمت وقت الحاجة إلى القوت أن تفتح فاها فيسقط الذباب فيه فتناول منه، هذه الأطيار تترنم طول النهار، فيقال للضفدع ما لك لا تنطقين‏؟‏ فتقول‏:‏ مع صوت الهزار يستبشع صوتي، فيقال‏:‏ هذا الليل بحكمك ‏"‏أنا عند المنكسرة قلوبهم‏"‏ لما خلق الأخرس لا يقدر على الكلام سلب السمع لئلا يسمع ما يكره، ولا يمكنه الجواب فكل أخرس أطروش، لما تولع الجذام بأظفار أصحابه، صعب عليهم الحك فمنع منهم القمل فليس في ثياب المجذومين قملة، سبحان من هذا لطفه، سبحان من لا يعطف عنا عطفه، ثكلت خواطر أنست بغيرك عدمت قلباً يحب سواك‏:‏

لا أذاق الله عيناً أبصـرت *** غيركم ياقوت روحي وسنا

لا ولا كانت قلوب سكنـت *** عند ذكراكم ولا نالت منى

إلهي، ادلنا من نفوسنا التي هي أقرب أعدائنا منا وأعظمهم نكاية فينا، إلهي تلاعبت خوادع آمالنا ببضائع أعمارنا فصرنا مفاليس، أغارت علينا خيول الهوى فاستأسرتنا بأسرنا وأوثقتنا من أسرنا ورمتنا في مطامير طردنا، فيا مالك الملك أنقذ حبيسنا وخلص أسيرنا وسير أوبتنا من بلاد غربتنا، كم عدنا مريضاً‏؟‏ وما عدنا، كم رأينا الألحاد تبنى، وما تبنا، كم أبصرنا‏؟‏ وما أقصرنا وانتهينا وما انتهينا يا ملاذ العارفين يا معاذ الخائفين، خذ بيد من قد زلت قدم فطنته في مزلق فتنته أقم من قعد به سوء عمله‏:‏

كم كم أشكو وأين نفع الشكوى *** قد قل تصبري وحل البلـوى

ما لي جلد على جفاهم يقـوى *** أهوى قلقي إذا جفا من أهوى

يا من أصلح السحرة فجعلهم بررة، جاؤا يحاربون وخلع الصلح قد خبيت، وتيجان الرضى قد رصعت، وشراب الوصال يروق، فمدوا أيديهم إلى ما اعتصروا من خمر الهوى فإذا به قد استحال خلا، فأفطروا عليه‏.‏

واعجباً لسكارى من شراب الحب عربدت عليهم المحبة، فصلبوا في جذوع النخل ارتقى سلطان عزمهم إلى سماوات قلوبهم ‏"‏فأوحى في كل سماء أمرها‏"‏ واعجباً لعزم صلب ما هاله الصلب، لا تتعرض بنار المحبة إلا أن يكون لقلبك جلد السمندل أو صبر الفراش‏.‏

يا هذا، الاحتراق على قدر الاشتياق لما اشتد شوق الفراش إلى النار، تعجل احتراقه وهجم يبتغي الوصال فصال عليه المحبوب‏:‏

لاذ بهم يشتكـي جـواه *** فلم يجد في الهوى ملاذا

ولم يزل ضارعاً إليهـم *** تهطل أجفـانـه رذاذا

فقـربـوه فـحـادثـوه *** وأتلفوه فـكـان مـاذا

لما علم المحبون أن الصبر محبوب شمروا لحمل البلاء، ثم حلى لهم فعدوه نعمة‏.‏

سقمي في الحب عافيتـي *** ووجودي في الهوى عدمي

وعذاب تـرتـضـون بـه *** في فمي أحلى من النعـم

كان الربيع بن خيثم يقول في شدة مرضه، ما أحب أن الله نقصني منه قلامة ظفر‏.‏

مرض الحب شفائي في الهوى *** كلما أكربـنـي طـربـنـي

فبقائي مـن فـنـائي فـيكـم *** وسروري منكم في حـزنـي

وشربتم بوصال مـهـجـتـي *** وأنا منـتـظـر لـلـثـمـن

كيف أرجو البرء من داء الهوى *** وطبيبي في الهوى أمرضنـي

وإذا البلوى أفـادت قـربـكـم *** فمن النعمى دوام الـمـحـنِ

أخواني، لسنا من رجال البلاء فسلوا الله العافية، يضيق الخناق على المحب ويمنع من التنفس، لئن قلت آه لأمحونك‏.‏

الحب يقول لا تشع أسـراري *** والدمع يسيل هاتكاً أستـاري

فالشوق يزيدني على المقـدار *** وأناري إذن من الهوى وأناري

الفصل الحادي والثمانون ‏[‏تابع المواعظ‏]‏

يا من أنفاسه عليه معدودة وأبواب التقى في وجهه مسدودة، وأعماله بالرياء والنفاق مردودة، غير أن محبة التفريط معه مولودة‏:‏

حياتك أنفاس تـعـد فـكـلـمـا *** مضى نفس منها انتقصت به جزءا

فتصبح في نقص وتمسي بمثـلـه *** أمالك معقول تـحـس بـه رزءا

يمينك ما يحييك فـي كـل سـاعة *** ويحدوك حاد ما يريد بك الهـزءا

كم أسرعت فيما يؤذي دينك ودأبت‏؟‏ كم خرقت ثوب إيمانك وما رأبت‏؟‏ كم فرقت شعب قلبك وما شعبت‏؟‏ كم فاتك من خير وما اكتأبت‏؟‏ يا كاسب الخطايا بئس ما كسبت، جمعت جملة من حسناتك ثم اغتبت، وحصن دينك ثلمت لما ثلبت، وأنت الذي بددت ما حلبت، إن لاح لك أخوك عبته وإن لاحى سببته‏.‏

يا عقرب الأذى كم لدغت‏؟‏ كم لسبت‏؟‏ تعلم أن مولاك يراك وما تأدبت‏؟‏ تؤثر ما يفنى على ما يبقى ما أصبت، تصبح تائباً فإذا أمسيت كذبت، تمشي مع اليقين فإذا قاربت انقلبت، تعمر ما لا يبقى وما يبقى خربت، تأنس بالدنيا وغرورها وقد جربت كأنك بك في القبر تبكي ما كسبت، لقد حسبت حساباً كثيراً وهذا ما حسبت‏.‏

يا وادي الشيح كيف يقال لو أعشبت‏؟‏ يا هذا أكثر الأنعام عليك، كف كف فضول الدنيا عنك إذا رأيت سربال الدنيا قد تقلص، فاعلم أنه قد لطف بك لأن المنعم لم يقلصه عليك بخلاً أن يتمزق لكن رفقاً بالماشي أن يتعثر، أحرم عن الحرام بنزع مخيط الهوى لعل جذب القدر يقارن ضعف كسبك‏:‏

إن المقادير إذا ساعدت *** ألحقت العاجز بالحازم

يا تائهاً في فلات الغفلات، اعل بأقدام الذهن نشز الفكر تلح لك البلد، تركب البحار في طلب الدنيا فإذا أمرت بخير، قلت إن وفقني، أصم الله سمع الهوى فما يسمع إلا ما يريد‏.‏

يا ملولاً كـلـمـا *** ثقف بالعذل التوى

عنتا تطلـب فـي *** فالوذج الهوى نوى

ما أحسن قولك، وما أقبح فعلك، كم يشكو حزيران‏؟‏ نطقك من كانون عزمك، ويحك، بادر در الأرباح ما دام ينثر، فسينادي عن قليل ‏"‏يا سماء أقلعي‏"‏ أتحسب تحصيل المعالي سهلاً‏؟‏ نيل سهيل أسهل من أدلج في ليل الصبر فات المكاس، يا من يتعب في التعبد ولا يجد له لذة، أنت بعد في سواد البلد اخرج إلى البادية تجد نسيم نجد، الاعتبار عندنا بالأعمال القلبية، غلبت حرارات الخوف قلب داود فصار كفه كيراً ‏"‏وألنَّا له الحديد‏"‏ وقويت روحانية محمد فنبع الماء من بين أصابعه‏:‏

لولا مدامع عشاق ولوعتـهـم *** لبان في الناس عز الماء والنار

فكل نار فمن أنفاسهم قدحـت *** وكل ماء فمن طرف لهم جار

أيها المصلي طهر سرك قبل الطهور، وفتش على قلبك الضائع قبل الشروع، حضور القلب أول منزل فإذا نزلته انتقلت إلى بادية العمل، فإذا انتقلت عنها أنخت بباب المناجى، وأول قرى ضيف اليقظة كشف الحجاب لعين القلب، وكيف يطمع في دخول مكة منقطع قبل الكوفة، همك في الصلاة متشبث، وقلبك بمساكنة الهوى متلوث، ومن كان متلطخاً بالأقذار لا يغلف، ادخل دار الخلوة لمن تناجي واحضر قلبك لفهم ما تتلو ففي خلوات التلاوة تزف أبكار المعاني، إذا كانت مشاهدة مخلوق يوم ‏"‏اُخرُج عليهِنّ‏"‏ استغرقت إحساس الناظرات ‏"‏فقطَّعنَ أيديَهُنّ‏"‏ فكيف بالباب علقت‏؟‏ فعقلت على الباب‏؟‏

لها بوجهك نور تستـدل بـه *** ومن نوالك في أعقابها حـاد

لها أحاديث من ذكراك تشغلها *** عن الشراب وتلهيها عن الزاد

لو أحببت المخدوم لحضر قلبك في الخدمة، ويحك، هذا الحديد يعشق المغناطيس فكيف ما التفت التفت، إن كنت ما رأيت هذا الحجر فانظر إلى الحرابى تواجه الشمس، فكيف مالت قابلتها‏.‏

للشريف الرضي‏:‏

وإني إذا اصطكت رقاب مطيكم *** وثَوَّر حادٍ بالرفـاقِ عـجـول

أخالف بين الراحتين على الحشى *** وأنظرُ أنّى مُـلـتـم فـأمـيل

قيل لعامر بن عبد قيس أما تسهو في صلاتك‏؟‏ قال‏:‏ أو حديث أحب إلي من القرآن حتى أشتغل به، هيهات‏!‏ مناجاة الحبيب تستغرق الإحساس‏.‏ كان مسلم بن يسار لا يلتفت في صلاته ولقد انهدمت ناحية من المسجد فزع لها أهل السوق فما التفت‏.‏ وكان إذا دخل منزله سكت أهل بيته فإذا قام يصلي تكلموا وضحكوا علماً منهم أن قلبه مشغول، وكان يقول في مناجاته‏:‏ إلهي، متى ألقاك وأنت عني راضي‏؟‏

إذا اشتغل اللاهون عنك بشغلـهـم *** جعلت اشتغالي فيك يا منتهى شغلي

فمن لي بأن ألقاك في ساعة الرضا *** ومن لي بان ألقاك والكل لي من لي

كان الفضيل يقول أفرح بالليل لمناجاة ربي وأكره النهار للقاء الخلق‏.‏

الموت ولا فراق مـن أهـواه *** هذي كبدي تذوب من ذكـراه

ما أشوقني له متـى ألـقـاه *** ما مقصودي من المنى إلا هو

كان أبو يزيد يقول‏:‏ وددت أن الله تعالى جعل حساب الخلق علي، قيل لماذا‏؟‏ قال‏:‏ لعله يقول في خلال ذلك يا عبدي فأقول‏:‏ لبيك، ثم ليصنع بي ما شاء‏.‏

هل الطرف يعطي نظرة من حبيبه *** أم القلب يلقى روحة من وجيبـه

وهل لليالي عطفة بـعـد نـفـرة *** تعود فيلهى ناظر عن غـروبـه

أحنُّ إلى نور اللوى في بطـاحـه *** وأظمأ إلى ريا اللوى في هبوبـه

وذاك الحمى يغدو عليلاً نسـيمـه *** ويمسي صحيحاً ماؤه في قلـيبـه

هو الشوق مدلول على مقتل الفتى *** إذا لم يعد قلباً بلـقـيا حـبـيبـه

يا واقفاً في صلاته بجسده والقلب غايب، ما يصلح ما بذلته من التعبد مهراً للجنة فكيف ثمناً للجنة، رأت فأرة جملاً فأعجبها فجرت خطامه فتبعها فلما وصل إلى باب بيتها وقف ونادى بلسان الحال‏:‏ إما أن تتخذي داراً يليق بمحبوبك أو محبوباً يليق بدارك، خذ من هذه إشارة إما أن تصلي صلاة تليق بمعبودك أو تتخذ معبوداً يليق بصلاتك‏.‏

الفصل الثاني والثمانون ‏[‏تابع المواعظ‏]‏

عجباً لمن رأى فعل الموت بصحبه ثم ينسى قرب نحبه، واستبداله ضيق المكان بعد رحبه من لم ينتبه بوكزه فسينتبه بسحبه‏:‏

ما لبني الدنـيا غـدوا *** أهل ضلال وغـمـه

بصيرهم من جهـلـه *** كأنه حلـف كـمـه

أنـت مـقـيم سـائر *** فلا تقل لـم ولـمـه

ولا تـكـلـم أحــدا *** في غير بر كلـمـه

فكل معطـى مـهـل *** أوقاته منـصـرمـه

ولا تدوم لـلـفـتـى *** شؤونه المنتـظـمـه

يأتي على الأرض مدى *** وما عليها نـسـمـه

ضاق رحب العمر عن *** حاجاتنا المزدحـمـه

أين الأقران وأين سلكوا‏؟‏ تالله لقد فنوا وهلكوا ، اجتمع الأضداد في الألحاد واشتركوا، وخانهم حبل الأمل بعدما امتسكوا، ونوقشوا على ما خلفوا وتركوا وصار غاية الأماني أن لو تركوا، تالله لقد سعد من تدبر وسلم من الأذى من تصبر، وهلك مؤثر الحرى وأدبر فكأنكم بالفراق يا ركاب المعبر، يا نائماً في لهوه وما نام الحافظ لاحظ نور الهدى فلا حظ إلا للاحظ، ولا تغتر ببرد العيش فزمان الحساب قائظ، يا مدبراً أمر دنياه ينسى أخراه فخفف النداء اللافظ، وعجائب الدهر تغني عن وعظ كل واعظ، يا من رأينا يد التفريط قد ولعت به فأتينا للومه ولعتبه أما مصير السلف نذير الخلف، أما مهد الطفل عنونا اللحد‏.‏ يا من لمع له سارب الأمل فبدد ماء الاحتياط أتراك ما علمت أن الأماني قمار‏.‏ مد نهر الهوى وقلبك على الشاطئ، فمر به صم مسح اليقظة فصممت على الزلل أكل الزمان ‏"‏وهم بها‏"‏ أما تقع في يوم ‏"‏واستعصم‏"‏ الورع عن الذنوب، يوجب قوة قلبية‏.‏ قال بعض السلف‏:‏ ارتكبت صغيرة فغضب علي قلبي فلم يرجع إلي إلا بعد سنة، أخواني‏:‏ إطلاق البصر سيف يقع في الضارب‏:‏

يا للرجال لنظرة سـفـكـت دمـاً *** ولحادث لم ألفه مسـتـسـلـمـا

وأرى السهام تؤم من يرمي بـهـا *** فعلام سهم اللحظ يصمي من رمى

المحرمات حرم ونظر المملوك إلى حرم المالك، من أقبح الخيانة، يا بني آدم تلمحوا تأثير ‏"‏وعصى‏"‏ لقمة أثرت إن عثرت، فعرى المكتسي ونزل العالي وبكى الضاحك، وقام المترفه يخدم نفسه فاشتد بكاؤه فنزل جبريل يسليه فزاد برؤيته وجده‏.‏ للشريف الرضي‏:‏

رأى على الغور وميضاً فاشتاق *** ما أجلب البرق لمـاء الآمـاقْ

ما للوميض والفؤاد الـخـفَّـاقْ *** قد ذاق من بين الخليط مـا ذاقْ

داء غارمٍ ما لـه مـن إفـراقْ *** قد كَلَّ آسيهِ وقـد مـلَّ الـراقْ

قلبي وطرفي من جوى وإملاق *** في غرق ما ينقضي وإحـراقْ

يا ناقَ أداك الـمـؤدي يا نـاقْ *** ماذا المقام والفـؤاد قـد تـاقْ

هل حاجة المأسور إلا الإطلاق *** *** كان آدم كلما عاين الملائكة تصعد إلى السماء وجناحه قد قص زاد قلقه‏.‏

وأصبحت كالبازي المنتـف ريشـه *** يرى حسرات كلمـا طـار طـائرا

يرى خارقات الجو يخرقن في الهوى *** فيذكر ريشاً من جنـاحـيه وافـرا

وقد كان دهراً في الرياض منعـمـاً *** على كل ما يهوى من الصيد قـادرا

إلى أن أصابته من الدهـر نـكـبة *** فأصبح مقصوص الجناحين حاسـرا

أعظم البلايا تردد الركب إلى بلد الحبيب يودعون عند فراقهم الزمن‏:‏

ولم يبق عندي للهوى غـير أنـنـي *** إذا الركب مروا بي على الدار أشهق

كانت الملائكة إذا نزلت إليه، استنشق ريح الوصال من ثياب الواصلين وتعرف أخبار الديار من نسمات القاصدين‏:‏

خبراني عن العقيق خبيراً *** أنتما بالعقيق أحدث عهدا

يا ناقضي العهود دوموا على البكاء فمن أشبه أباه فما ظلم‏.‏

كانت عابدة من أحسن النساء عيناً فأخذت في البكاء فقيل لها‏:‏ تذهب عيناك، فقالت‏:‏ إن يكن لي عند الله خير فسيبدلني خيراً منهما وإن تكن الأخرى فوالله لا أحزن عليهما‏.‏

للمتنبي‏:‏

قد علّمَ البينُ منا البينَ أجفـانـا *** تدمَى وألفَ في ذا القلب أحزانا

قد أشفق من دمعي على بصري *** فاليوم كل عزيز بعدكم هـانـا

تُهدي البوارق أخلافَ المياه لكم *** وللمحبِّ من التذكار نـيرانـا

من سعى إلى جناب العز بأقدام المسكنة، ووقف بباب الكرم على أخمص المسألة، ووصف ندمه على الذنب بعبارة الذل لم يعد بالخيبة‏.‏

ملكتم قلبـي فـمـا *** لي عنكم مصـرف

فودكم منـه مـكـا *** ن كبدي أو الطـف

فلا برى وجدي بكم *** ولا أفاق الشغـف

لست وإن اعرضتـم *** أيأس من أن تعطفوا

وصبر يعقوب معي *** حتى يعود يوسـف

يا معاشر المذنبين اسمعوا وصيتي، إذا قمتم من المجلس فادخلوا دار الخلوة وشاوروا نصيح الذكر وحاسبوا شريك الخيانة وتلمحوا تفريط التواني في بضاعة العمر، ويكفي ما قد مضى فليحذر العور الحجر، إذا نفى خاطر المذكر من ذل هوى، وصفى معين معنى كلامه من كدر طمع، انكشف الغشاء عن عينه فرأى بالفطنة موضع قطنة مرهم العافية فربى حشائش الحكم وركب فيها معاجين الشفاء ففتحت سدد الكسل واستفرغت أخلاط الشواغل، فأما مجتلب الدنيا بنطقه فإنه كلما حفر قليب قلبه فأمعن، لاستنباط معنى، طم الطمع إذا صدر العلم من عامل به كان كالعربية ينطق بها البدوي، وأحلى أبيات الشعر ما خرج عن أبيات الشعر جمعت بين الكتاب والسنة ففتحا لي هذه المغاني فهي تنادي السامعين‏:‏ ولدت من نكاح لا من سفاح، ومن جمع بين الجهل والبدعة هذى الهذيان فكلامه في مرتبة ابن زانية، إذا فتحت الوردة عينها رأت الشوك حولها فلتصبر على مجاورته قليلاً فوحدها تجتني وتقبل، واعجباً لألفاظي وعملها بطل السحر عندها كل المذكرين رجالة وأنا فارس أخرج إلى المعاني في كمين فأصيدها لا بأحبولة إذا حضرت ملكت العيون، وإذا غبت استرهنت القلوب‏.‏

للمهيار

طرفُ نجدية وظرفُ عراقي *** أي كاس يديرهـا أيّ سـاق

سنحت والقلوبْ مطلقةٌ ترعى *** وثابت وكلهـا فـي وثـاق

لم تزل تخدع العيونَ إلـى أن *** عَلَقَتْ دمعةً على كل مآق

الفصل الثالث والثمانون ‏[‏تابع المواعظ‏]‏

إخواني‏:‏ أعجب العجائب أن النقاد يخافون دخول البهرج في أموالهم والمبهرج آمن، هذا الصديق يمسك لسانه ويقول‏:‏ هذا الذي أوردني الموارد، وهذا عمر، يقول‏:‏ يا حذيفة هل أنا منهم‏؟‏ والمخلط على بساط الأمن‏:‏

الـنـاسـكـون يحـاذرو *** ن وما بـسـيِّئةٍ ألـمّـوا

كانوا إذا رامـوا كـلامـاً *** مطلقاً خطـمـوا وزمـوا

إن قيلت الـفـحـشـاء أو *** ظهرت عموا عنها وصموا

فمضوا وجاء مـعـاشـر *** بالمنكرات طموا وطمـوا

ففـم لـطـعـم فـاغـر *** ويدٌ علـى مـالٍ تـضـمُّ

عدلوا عن الحسن الجمـيل *** وللخنـا عـمـدوا وأمـوا

وإذا هـم أعـيتـهـــم *** شنعاؤهم كـذبـوا وأمـوا

فالصدر يغلـي بـالـهـوا *** جس مثل ما يغلي المحـم

لله درّ أقوام شغلهم حب مولاهم عن لذات دنياهم، اسمع حديثهم إن كنت ما تراهم، خوفهم قد أزعج وأقلق، وحذرهم قد أتلف وأحرق، وحادي جدهم مجد لا يترفق، كلما رأى طول الطريق نص وأعنق، وكيف يحسن الفتور‏؟‏ وأوقات السلامة تسرق دموعهم في أنهار الخدود تجري وتتدفق، يشتاقون إلى الحبيب إليهم أشوق، يا حسنهم في الدجى ونورهم قد أشرق، والحياء فائض والرأس قد أطرق، والأسير يتلظى ويترجى أن يعتق، إذا جاء الليل تغالب النوم والسهر، والخوف والشوق في مقدم عسكر اليقظة والكسل والتاني في كتيبة الغفلة، فإذا حمل الصبر حمل على القيام فانهزمت جنود الفتور، فما يطلع الفجر إلا وقد قسمت السهمان، سفر الليل، لا يطيقه إلا مضمر المجاعة، النحائب في الأول وحاملات الزاد في الأخير، قام المتهجدون على أقدام الجد تحت ستر الدجى يبكون على زمان ضاع في غير الوصال‏:‏

سقوا بمياه أعينـهـم *** هناك الضال والرندا

يا نفاس كبرق فـي *** أنين يشبه الرعـدا

إن ناموا توسدوا أذرع الهمم وإن قاموا فعلى أقدام القلق، لما امتلأت أسماعهم بمعاتبة كذب من ادعى محبتي فإذا جن الليل نام عني، حلفت أجفانهم على جفاء النوم‏.‏

إن كان رضاكم في سهري *** فسلام الله على وسـنـي

ما زالت مطايا السهر تذرع بيد الدجى، وعيون آمالها لا ترى إلا المنزل، وحادي العزم يقول في إنشاده‏:‏ يا رجال الليل جدوا إلى أن نم النسيم بالفجر‏.‏ فقام الصارخ ينعي الظلام فلما هم الليل بالرحيل، تشبثوا بذيل السحر‏.‏

فاستوقف العيس لي فإن علي *** خلب فؤادي تشد أرحلـهـا

إن دثرت دارها فما دثـرت *** منازل في القلوب تنزلـهـا

قال علي بن بكار، منذ أربعين سنة ما أحزنني إلا طلوع الفجر، لو قمت في السحر لرأيت طريق العباد قد غص بالزحام، لو وردت ماء مدين وجدت عليه أمة من الناس يسقون‏:‏

بانوا وخلفت أبكي في ديارهم *** قل للديار سقاك الرائح الغادي

وقل لأظعانهم حييت من ظعن *** وقل لواديهم حييت مـن واد

يا بعيداً عنهم يا من ليس منهم أليس لك نية في لحاقهم‏؟‏ أسرج كميتك، واجرر زمامك، يقف بك على المرعى، يا من يستهول أحال القوم تنقل في المراقي تعل‏.‏ قال أبو يزيد‏:‏ ما زلت أسوق نفسي إلى الله وهي تبكي حتى سقتها وهي تضحك‏.‏

ما زلـــتُ أُضـــحـــكُ إبـــلـــي كـــلـــمــا نـــظــــرت ***   إلـــى مـــن اخـــتـــضـــبــت أخـــفـــافـــهـــا بــدمــي

من اقـــتـــضـــى بـــســـوي الــهــنــدي حـــاجــتـــه  *** أجـــاب كـــل ســـــؤال عـــــن هـــــــل بـــــلــم

للخفاجي‏:‏

ثورها ناشـطة عـقـالـهـا *** قد ملأت من بدنها جلالـهـا

فلم تزل أشواقه تسـوقـهـا *** حتى رمت من الوجي رحالها

ما ذا على الناقة من غـرامة *** لو أنه أنصف أو رثى لـهـا

أراد أن تشرب ماء حـاجـر *** أريها تطلـب أم كـلالـهـا

إن لها على الـقـلـوب ذمة *** لأنها قد عرفت بلـبـالـهـا

 

وما عليهم سـهـري *** ولا رُقـادي لـهـمُ

وهل سماتُ الحـبِّ *** إلاّ سهـرٌ وسـقـمُ

خذ أنت في شـأنـكَ *** يا دمعي وخلي عنهم

كان بشر لا ينام الليل ويقول أخاف أن يأتي أمر وأنا نائم‏:‏

رقد الُّـمّـارُ وأرّقـه *** همٌّ لـلـبـين يردده

فبكاه النجمُ ورقَّ لـه *** مما يرعاه ويرصـده

وغداً يقضي أو بعد غدٍ *** هل من نظرٍ يتزوّده

يهوى المشتاق لقاءكم *** وصروف الدهر تقيده

بقي بشر خمسين سنة يشتهي شهوة، فما صفا له درهم، وبضائع أعماركم كلها منفقة في الشهوات من الشبهات، أبشروا بطول المرض يا مخلطين‏:‏

وا ويلاه من ضياع كل العـمـر *** قد مرَّ جميعه بمر الـهـجـر

ضاعت حيلي وضلَّ عني صبري *** يا قوم عجزت من تلافي أمري

يا من فاتوه وتخلف بل ثراهم من دمع الأسف‏.‏

دع شأنَ عينيكَ يا حزين وشأنَهـا *** وضع اليدين على الحشا وتململ

هذا وإن فراقهـم ولـقـل مـا *** يُغني وقوفك ساعة في المنزل

جز بنادي المحبة وناد بالقوم تراهم كالفراش تحت النيران‏.‏

للشريف الرضيّ‏:‏

يا دارُ من قتلَ الهوى بعدي *** وجدوا ولا مثلَ الذي عندي

لو حرّكتْ ذاكَ الرّمـادّ يدٌ *** لرأت بقايا الجمر والوَقـدِ

تشتد عليهم نار الخوف فيشرفون على التلف، لولا نسيم بذكراهم يروحني، ينبسطون انبساط المحب، ثم ينقبضون انقباض الخائف، هذا اللينوفر ينشر أجنحة الطرب في الدجى، فإذا أحس بالفجر جمع نفسه واستحى من فارط فإذا طلعت الشمس نكس رأسه في الماء خجلاً من انبساطه‏:‏

أباسطه علـى جـزع *** كشرب الطائر الفزع

رأى ماءً فأطمـعـه *** وخاف عواقب الطمع

فصادف فرصة فدنـا *** ولم يلتذ بـالـجـرع

كلما جاء كلامي صعد، كلما زادت الوقود فاحت ريح العود، أفيكم مستنشق‏؟‏ أو كلّكم مزكوم‏؟‏ إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن، باح مجنون عامر بهواه‏.‏

وما بحت حتى استنطق الشوق أدمعي *** وأذكرني عهد الحمى المـتـقـادم

أتجدون يا إخواني ما أجد من ريح النسيم‏؟‏

ألا يا نسيم الريح مالك كلـمـا *** تجاوزت ميلاً زاد نشرك طيبا

أظن سليمى خبرت بسقامـنـا *** فأعطتك ريّاها فجئت طبيبـا